الخلـــــفية:
منذ سنوات طويلة واليمن يعاني من أزمات متعددة، ولكن منذ خمس سنوات -تحديدًا- سيطرت الحرب على مجمل الفضاء العام وتلاشى معها الجوهر الأساسي للصحافة: الناس والمجتمع، واتجهت قيمها لصالح الحرب والاقتتال والدعاية السياسية وغدا الإنسان فيها مجرد أرقام ضحايا للاستغلال السياسي والإعلامي، الأمر الذي افقدها اعتبارها، فيما اقتصر دور الصحافة الإنسانية على إبراز الصورة القاتمة في حياة الناس أثناء الحروب والأزمات الملحة ولكن، ذلك لم يعُد كافيًا، فالصحافة الإنسانية هي الصحافة ذات البعد الاجتماعي، صحافة متأنية تركز على عمق الإنسان وتجعله مركز الإهتمام في القصة وليس شيئًا آخر، لهذا فإن كل ما يتعلق بالإنسان: حياته، قضاياه، أزماته، بيئته، اهتماماته، تراثه الإنساني، تاريخه، موسيقاه، همومه، نجاحاته، تطلعاته وطموحاته، …إلخ، كل ذلك هو: إنساني ويستحق الاهتمام والصدارة باعتباره العُمق الحقيقي؛ خصوصًا أن الحرب طالت كل ذلك أيضًا، وقضت على الأمل.